نوع مقاله : مقاله ترویجی
نویسنده
عضو هیئت علمی دانشگاه امام صادق علیهالسلام
چکیده
زیارة الاربعین فرصة استثنائیة لمن أراد ان یطهّر نفسه من أدران و أنجاس الجاهلیة سواء أ کانت الجاهلیة الاولی او الجاهلیه الحدیثة. إن المحور الذی یجمع بین هذه الحشود الملیونیة السائرة علی الأقدام هو الإمام الحسین علی بن ابی طالب علیه الصلاة و السلام. فلقد أصبحت کربلاء المقدسة مذ تشرّفت بالدماء المهراقه لسبط الرسول و أصحابه مهوی قلوب الاحرار من شتّی أصقاع المعمورة. إن هناک العدید من الدروس و العبر التی یتلقّاها الملایین من الناس فی اجتیاز هذا المشوار حیث یتّجهون نحو غایة واحدة .نجد فی هذا الطریق حیث یفضّل الجمیع المشی علی الرکوب و التعب علی الراحة أن الفوارق القومیة و اللسانیة و المظاهریة و الطبقات الاجتماعیة و المهنیة تتلاشی کلها فی سبیل هدفهم السامی و مقصودهم الراقی. فإن الناس تستصغر کل ما تقدّم من خدمات و تضحیات تجاه ما قدّم ابو عبدالله الحسین من القرابین والتضحیات. هناک حالة انسانیة فی هذا الطریق. تتعاطف الناس بعضها مع بعض. کأنّ الناس فی هذا الموسم العبادی ترجع الی فطرت الله التی خلق الناس علیها والتی لا نجدها فی ای موسم من المواسیم و فی ای طقس من الطقوس.تحدث مشاهد انسانیة غایة فی الأخلاق و الثقافة ما لا توجد فی البلاد المتطورة رغم الإمکانیات المادیة الهائلة و الرفاهیة الکثیرة. فإذا یدقّق الباحث فی أعماق هذه المسیرة الملیونیة، یمکنه إقامة العلاقة بینها و بین الحضارة الإسلامیة الکبرى التی یطمح المسلمون إلیها فی آخر الزمان. إن المسلمین یشکّلون یدا واحدة ضد عدو واحد و کل ما یمتّ بهذا العدو من صلة من المظاهر المادیة و الإنسانیة التی صارت الناس تسئم منها. فإن الأمة بهذا التواصل و التکاتف و التؤازر ترجع إلى نبعها الصافی و ماضیها المشرق لذلک یبدو من الممکن للباحث ایجاد حلقة وصل بین ما نعیشه الیوم من إمکانیات وبین نمط الحیاة الإسلامی و هو یشکّل جزء من الحضارة الإسلامیة کالکل. یدرس البحث الحالی الآثار و المعطیات التی تمنحنا هذه الزیارة العظیمة و ما تترک من نقاط القوة التی یمکن استغلالها لمستقبل الأمة الإسلامیة.
کلیدواژهها